الطلاق كثيرًا ما يسمع المرء منا في حياته أخبارًا عن حوادث الطّلاق التي تحدث بين الأزواج في مجتمعاتنا بين الحين والآخر، وتشير الإحصائيّات إلى أنّ هناك زيادة مطردة في نسب الطّلاق حتّى أصبحنا نتحدّث عن وجود مشكلة حقيقيّة في المجتمع ينبغي تسليط الضّوء عليها من خلال معرفة أسباب زيادة نسب الطّلاق والعوامل المسبّبة له، فما هي أبرز عوامل الطّلاق في مجتمعاتنا العربيّة والإسلاميّة؟
عوامل الطلاق - غياب التّربية الأسريّة الصّحيحة لكلّ من الذّكر والأنثى؛ فالأساليب التّربويّة ينبغي أن تعلّم كلا الجنسين كيفيّة التّعامل مع تقلّبات الحياة وتغيّراتها، والمِران على كيفيّة ضبط الانفعالات العاطفيّة عند التّعامل مع المشاكل المختلفة التي تظهر بين الزّوجين، ولا شكّ بأنّ الوالدين هما القدوة الأولى والأهم للأبناء في هذه الحالة؛ حيث ينظر إليهم كأسوة حسنة في طريقة التّعامل وأسلوب التّعايش وطرق حلّ المشكلات والخلافات
- ضعف الوازع الدّيني لدى أحد طرفي العلاقة الزّوجيّة أو كليهما؛ فالزّوجان ينبغي عليهما أن يدركا أنّ الطّلاق هو آخر طريق يلجآن إليها بعد استنفاد شتّى الوسائل المباحة في الإصلاح، فالطّلاق وإن كان مباحًا إلا أنّه أبغض الحلال إلى الله تعالى ذلك لأنّ تلك العلاقة يفترض فيها الاستمراريّة والدّوام من أوّل يومٍ أسّست فيه، وإنّ الطّلاق هو كسر لتلك العلاقة وتحطيم لها وما يترتّب على ذلك من آثارٍ نفسيّة سيئة على كلا الزّوجين، بل وآثار مدمّرة على الأطفال إن كانوا في تلك الأسرة، لذلك جعل الشّرع الحكيم قرار الطّلاق بيد الرّجل؛ لأن جبلته وخلقه تغلّب جانب العقل والتّفكير أكثر من العاطفة بخلاف المرأة، وإنّ التّقوى وزيادة الإيمان والوعي الدّيني بلا شك تساهم بشكلٍ كبير في الحدّ من نسب الطّلاق .
- عدم وجود القناعة لدى الرّجل والمرأة؛ فعندما ترى أحد طرفي العلاقة الزّوجيّة لا يرضى بما كتبه الله له من حظوظ الدّنيا وتراه يتطلع إلى غيره من النّاس فإنّ ذلك يعدّ بلا شكّ عاملًا مهمًّا من عوامل الطّلاق .
- ما تبثّه قنوات التّلفاز من مسلسلات وأفلام وبرامج تحثّ على الرّذيلة وتحثّ على العلاقات خارج إطار الزّوجيّة، فما يبثّ بلا شكّ يعدّ عاملًا من عوامل الطّلاق لأنها تُشجّع على الخيانة وما ينتج عنها من آثار تدميريّة للأسر .
- عدم امتلاك الزّوجين لمهارات التّعامل وعدم الحرص على تعلّمها، فبلا شكّ إنّ كلّاً من الزّوجين تختلف طباعهما وبالتّالي على كلٍّ منهما أن يحرص على تعلّم المهارات المختلفة التي تمكّنه من حسن التّعامل مع شريكه وتجنّب أسباب الخلاف وعوامل الطّلاق .